إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منظمات وأحلاف وتكتلات / الأمم المتحدة




مهام المراقبة في سيناء
أول اجتماع لمجلس الأمن
مؤتمر النقد والمالية
مؤتمر يالتا
مؤتمر ديمبرتون أوكس
مؤتمر سان فرانسيسكو
إنشاء مقر المنظمة
وودر ويلسون
آثار الألغام
آثار الألغام في أفغانستان
آثار الحرب العالمية الثانية
مجلس الأمن
ميثاق الأمم المتحدة
أحد أقاليم الوصاية
مدرسة المكفوفين بفلسطين
محكمة العدل الدولية
نيكيتا خروشوف
نزوح المدنيين من كوريا
نزوح المدنيين من كوسوفا
مساعدات المفوضية العليا
مساعدات برنامج الأغذية
مساعدة أطفال أفريقيا
مكافحة التصحر
مكتب المنظمة بجنيف
لغم أرضي
إعلان حقوق الإنسان
معاهدة فرساي
مقاومة الآفات الزراعية
مقر هيئة الأمم المتحدة
مقر محكمة العدل الدولية
مقر المنظمة في الأربعينيات
الأمم المتحدة في الصومال
الأمم المتحدة في العريش
الأمم المتحدة في جنوب سيناء
الأمم المتحدة في سيناء
الأمين العام في لبنان
اللاجئون في أفريقيا
المجلس الاستشاري المعماري
المجلس الاقتصادي والاجتماعي
المساعدات الطبية
المساعدات الغذائية
البرنامج التنموي
البرنامج في أفريقيا
التطهير العرقي في كوسوفا
الدورة الأولى
الجمعية العامة بنيويورك
الحد من انتشار الأوبئة
الرعاية الصحية للأطفال
القنبلة الذرية على هيروشيما
اجتماع مجلس الوصاية
اجتماع عصبة الأمم
توقيع ميثاق الأطلسي
بان كي – مون Ban Ki-moon
بحث عن الألغام في لبنان
بيريز دي كويلار
تريجف لي
تشجيع الفاو للمبيدات
تصريح الأمم المتحدة
بطرس غالي
حماية التربة من التآكل
يو ثانت
جون كينيدي
جائزة نوبل للسلام
داج همرشولد
حجر الأساس
حفظ السلام في قبرص
حقل ألغام أرضية
رفع مستوى الرعاية الصحية
زيارة همرشولد للكونغو
كورت فالدهايم
كوفي أنان
علم الأمم المتحدة
عيادة تنظيم الأسرة
فرانكلين روزفلت
فريق المنظمة في ناميبيا
قوات الحماية في يوغسلافيا





ورقة معنونة "الأزمة في الجنوب الأفريقي، مع الإشارة بصفة خاصة إلى جنوب أفريقيا والتدابير التي اتخذها المجتمع الدولي"، قدمها الس

ورقة معنونة "الأزمة في الجنوب الأفريقي، مع الإشارة بصفة خاصة إلى جنوب أفريقيا والتدابير التي اتخذها المجتمع الدولي"، قدمها السيد أشكار ماروف (غينيا)، رئيس اللجنة الخاصة المعنية بسياسة الفصل العنصري التي تتبعها حكومة جمهورية جنوب أفريقيا، إلى الحلقة الدراسية الدولية بشأن الفصل العنصري والتمييز العنصري والاستعمار في الجنوب الأفريقي، المعقودة في كيتوي، زامبيا،
في الفترة من 25 تموز/ يوليه إلى 4 آب/ أغسطس 1967

29 أيلول/ سبتمبر1967

A/6818،

          الحالة في الجنوب الأفريقي

  1. لعلي لا أحتاج إلى الإسهاب بشأن الحالة في الجنوب الأفريقي، لأن وصف تفاصيلها المروعة قد ورد في العديد من وثائق الأمم المتحدة وستتناولها عدة ورقات من ورقات هذه الحلقة الدراسية. وسأكتفي بتوجيه الانتباه إلى بضعة جوانب رئيسية لهذه الحالة.
  2. أولا، ليست الحالة في الجنوب الأفريقي في الوقت الراهن حالة لا تطاق بالنسبة للشعوب المقهورة في تلك المنطقة، فحسب، بل إنها تشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين. فثمة فعلا حروب فتاكة اشتد سعارها في موزامبيق وأنغولا حيث تواجه قوات التحرير الجيوش الاستعمارية التي تدل قوة معداتها التي حصلت عليها من منظمة معاهدة حلف شمال الأطلسي على نيتها في سحق كل مقاومة. وتشير عدة حوادث وقعت في روديسيا الجنوبية وجنوب غرب أفريقيا وجنوب أفريقيا إلى تصميم شعوب هذه البلدان على نيل حريتها بأي ثمن، وإذا كانت هذه الحوادث لم تتطور بعد لتأخذ شكل الكفاح الواسع النطاق، وإذا كانت القوات العسكرية الهائلة للأنظمة العنصرية قد أبدت قدرتها على إحكام السيطرة، فإن ذلك لا ينبغي أن يدفع بالمرء إلى إساءة التقدير. فحكام جنوب أفريقيا، الذين زادوا ميزانيتهم العسكرية ستة أضعاف منذ عام 1960، يعلمون ويقرون بأفعالهم التي هي أفصح بيانا من أقوالهم، بوجود حالة قابلة للانفجار. ويبين تاريخ تحرير الشعوب المستعمرة في العقود الأخيرة إن الشعوب ستهتدي إلى سبل للتغلب على الانتكاسات، وجمع الشمل ومقاومة أعتى جيوش القهر والفوز في معركة التحرير.
  3. ثانيا، لا يمكن لنزاع عنيف في الجنوب الأفريقي أن يظل نزاعا محليا، بل لابد أن تكون له انعكاسات دولية خطيرة. إذ سيقوض جهود الدول الأفريقية الرامية إلى بناء مجتمعات غير عنصرية ويلحق الضرر بإمكانيات التعاون الدولي، وهو عامل أساسي في تحقيق السلم والتقدم في العالم. وستضطر الدول الأفريقية وغيرها من الدول لا محالة إلى التدخل بشتى الطرق حسب احتياجات الجماهير الأفريقية والآسيوية في جنوب أفريقيا. كما أن ثمة ما يدعو إلى خشية خضوع بعض القوى الغربية والقوى الأخرى التي ما فتئت تتعاون مع القوات العنصرية الاستعمارية لضغوط قوية من المصالح  الثابتة لدفعها إلى التدخل بطريقة أو أخرى ضد قوى التحرير بذريعة إنسانية مزعومة هي حماية مواطنيها أو مصالحها الوطنية.
  4. ثالثا،  يتعين التذكير بأن المسؤولية عن التدهور المستمر في الحالة في الجنوب الأفريقي تقع إلى حد كبير على عاتق القوى الغربية التي دأبت على مقاومة كل التدابير الدولية الفعالة التي اقترحت  لحل المشكلة. ويخشى أن يظل توافق الآراء الذي ظهر في الأمم المتحدة ضد الفصل العنصري والاستعمار توافقا أجوف إلى حد ما طالما لم يتخذ أي إجراء هادف. وتتحمل القوى الغربية (واليابان) مسؤولية خاصة عن الأزمة الخطيرة التي يشهدها الجنوب الأفريقي، وذلك بسبب اعتماد الأنظمة العنصرية والاستعمارية في الجنوب الأفريقي على استمرار العلاقات الاقتصادية معها. فتعاون هذه القوى أمر لا غنى عنه لفرض وتنفيذ الجزاءات الاقتصادية الدولية التي ما زالت هي الوسيلة السلمية الوحيدة لإيجاد حل. غير أن هذه القوى قد زادت زيادة كبيرة نشاطها الاقتصادي في هذه المنطقة. وحتى الحظر المفروض على الأسلحة، وهو خطوة أولى تتظاهر تلك القوى بمساندتها، لم يكن له أثر كبير بسبب انتهاك بعض القوى له، مثل فرنسا، ووجود ثغرات في الحظر الذي تمارسه دول أخرى، والتعاون المكشوف من جانب عدة قوى في تطوير صناعة للأسلحة داخل جنوب أفريقيا. وفي ظل هذه الظروف، فإنه من الأساسي أن يخلص المرء إلى أن الحل السلمي الوحيد، الذي كان بالإمكان التوصل إليه عن طريق الجزاءات الاقتصادية الإجبارية، قد أصبح بصورة متزايدة حلا مثاليا غير قابل للتحقيق.
  5. رابعا، يتصدر القوى التي تقوم بالدور المخزي المتمثل في مقاومة تحرير الجنوب الأفريقي عدد من الشركات الدولية التي أصبح لها نشاط كبير في المنطقة سعيا إلى تحقيق أرباح سريعة وفاحشة. فهي تساعد الأنظمة العنصرية والاستعمارية بالقروض والاستثمارات. وهي تساعد على تطوير صناعات الأسلحة والصناعات الاستراتيجية لتمكين هذه الأنظمة من مقاومة الجزاءات. وهي تساعد على بناء مصافي النفط في المنطقة بغية الالتفاف من حول الحظر النفطي المفروض على النظام في روديسيا الجنوبية.
  6. ومن وراء "الحلف غير المقدس"، يقوم مركب اقتصادي ضخم، هو "محور الكيب- كاتانغا" الذي يسيطر على المنطقة برمتها. وتقوم الشركات الكبرى في جنوب أفريقيا بدور بارز في هذا المحور كما تشارك فيه الشركات الدولية،  إلى حد كبير، عن طريق فروعها والشركات التابعة لها في جنوب أفريقيا.
  7. خامسا، إن استمرار سيادة الفصل العنصري والرعب في جنوب أفريقيا، حيث يستخدم النظام العنصري ثروة البلد الطائلة في الجهود العسكرية والسياسية التي تبذل لإدامة العنصرية يمثل قلعة الرجعية في الجنوب الأفريقي كله. فنظام بريتوريا يتحدى الأمم المتحدة بشكل سافر في سائر أنحاء الجنوب الأفريقي. ومن الوهم أن يتوقع المرء إمكانية إحراز تقدم كبير في تحرير تلك المنطقة ما لم تكسر شوكة نظام جنوب أفريقيا. وكما ذكرت في الدورة الأخيرة للجمعية العامة:

"ما فتئ نظام جنوب أفريقيا هو مصدر الدعم الرئيسي لعصبة إيان سميث في روديسيا الجنوبية والعائق الرئيسي أمام تنفيذ قرارات مجلس الأمن. فهو يتمرد تمردا مكشوفا على الأمم المتحدة في جنوب غرب أفريقيا. وما انفك يتعاون بصورة متزايدة مع الاستعماريين البرتغاليين الذين يخوضون حروبا استعمارية في موزامبيق وأنغولا وما يسمى بغينيا البرتغالية؛ وإن وجود هذا النظام العنصري في جنوب أفريقيا ليهدد سيادة واستقلال ليسوتو وبوتسوانا.

"وثمة نظرية تروج في بعض الأوساط تقول بأنه فيما يتعلق بتحرير الجنوب الأفريقي، ينبغي أن تكون جنوب أفريقيا آخر ما يحرر. واستنادا إلى هذه النظرية، ينبغي أن نتصدى أولا لروديسيا الجنوبية والأقاليم البرتغالية وألا نولي العناية التامة لمشاكل جنوب أفريقيا إلا بعد تحرير هذه الأقاليم. فهذه النظرية التي تبدو في ظاهرها سليمة من الناحية الجغرافية والسوقية، هي نظرية مضللة. فما دام النظام في جنوب أفريقيا آمنا، ويشعر بذلك، فإن من العبث توقع تحرير الأقاليم الأخرى في الجنوب الأفريقي. وقد أوضح نظام بريتوريا أنه سيساند نظام سميث، أيا كانت الخطوة التالية في الأمم المتحدة. كما أعلنت جنوب أفريقيا أنها ستقدم دعمها للمستعمرين البرتغاليين في حربهم ضد حركات التحرير. وفي جنوب أفريقيا، ستواجه الأمم المتحدة وحركات التحرير كامل قوة نظام بريتوريا الذي ما فتئت تساعده قوى أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية. وحينما يهدد بشن حرب على الأمم المتحدة إذا سعت إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه شعب جنوب غرب أفريقيا، فإن تهديداته تعززها الطائرات والسفن والمدافع  التي تمده بها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا.

"وبطبيعة الحال، وكما قلت مؤخرا، فإن الحرب من أجل جنوب أفريقيا قد بدأت في أنغولا وموزامبيق وستنتقل قريبا إلى روديسيا الجنوبية، متجهة لا محالة نحو كيب تاون. وهذا لا يستبعد إمكانية انفجار جنوب أفريقيا نفسها، مسهلة تحرير كامل الجنوب الأفريقي".

التدابير التي اتخذها المجتمع الدولي

  1. عقدت هذه الحلقة الدراسية على أمل أن تفحص وتقيم بصورة شاملة الحالة في الجنوب الأفريقي وتصوغ المقترحات الرامية إلى اتخاذ المجتمع الدولي للمزيد من الإجراءات.
  2. ولعل من المفيد، قبل تناول التدابير الممكنة، الإشارة بإيجاز إلى بعض الاعتبارات العامة.
  3. لقد هال بعض الدوائر في الخارج، وحتى ثلة من الناس في أفريقيا، القوة العسكرية الظاهرية لنظام جنوب أفريقيا وروديسيا الجنوبية والقوات العسكرية التي استطاعت البرتغال تعبئتها لحروبها  الاستعمارية. وذهبوا إلى القول بأن هذه الأنظمة لا يمكن دحرها. واقترحوا بالتالي البحث عن حل عن طريق منح تنازلات طفيفة تمليها على كل حال احتياجات التنمية الاقتصادية لهذه القلاع العنصرية وعزم العنصريين على إشاعة الاعتقاد بأنهم نجحوا في كسر طوق النبذ السياسي والدبلوماسي الذي يتعرضون له وذلك بإقامة علاقات مع بعض الدول الأفريقية التي تخضع لهم لأسباب مختلفة.
  4. ولا شك في أن الحلقة الدراسية ستأخذ في الاعتبار الجانب العسكري، غير أنه لا حاجة إلى دحض ما يذهب إليه هؤلاء الانهزاميون. فسرعان ما يغيب عن الأذهان أن أمما أقوى هزمتها قوات التحرير في حروب استعمارية تميزت بوحشية لم يسبق لها مثيل في هذا الجيل. وعلاوة على ذلك، فإن القوة الظاهرية للأنظمة العنصرية والاستعمارية تقوم على أسس غير مستقرة تتمثل في اضطهاد الأغلبية الساحقة: فبإمكانها أن تجعل الكفاح أشرس غير أنها لن تحقق أبدا النصر النهائي.
  5. ومن جهة أخرى، ينبغي ألا يغيب عن البال أن الدور الرئيسي في تحرير الجنوب الأفريقي ينبغي أن يناط أولا، وعن حق، بالشعب المضطهد ذاته. ويمكن للمجتمع الدولي أن يساعده ويعينه على خلق الشروط التي يستطيع في ظلها أن يضمن التحرير بأقل عنف وتأخير ممكنين، غير أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يطمح إلى أن يقوم هو بتحرير هذا الشعب. فجهود المجتمع الدولي ينبغي أن تكون مكملة فقط لجهود الشعوب المقهورة. وكما قلت في خطابي أمام المؤتمر الأوروبي لمناهضة الفصل العنصري المعقود في باريس في 6 أيار/ مايو1967:

"إن الكفاح من أجل الحرية في جنوب أفريقيا هو بالتأكيد حق لشعب جنوب أفريقيا ومسؤولية عليه وامتياز له. فما تخلى هذا الشعب عن هذا الكفاح ولا استجدى الحرية هدية من بقية العالم. ومهما نعمل على الصعيد الدولي- سواء على مستوى الحكومات أو في الحركات المناهضة للفصل العنصري والمنظمات الشعبية الأخرى - فإننا بحاجة إلى الإقرار بكل تواضع بأن دورنا ليس إلا دورا ثانويا. إننا لا نطمح إلى التحرير وهو ما يعني إحلال أنفسنا محل شعب جنوب أفريقيا - بل نطمح إلى المساعدة على التحرير، لأن ذلك من واجبنا إذا كنا أوفياء لقناعتنا. ولن نقوم بهذا الواجب إلا إذا تفادينا مشاعر الإشفاق أو النزعة الأبوية وبقينا على الدوام مسؤولين عن احتياجات ورغبات حركة التحرير".

  1. إن الليبراليين في الخارج لم يعودوا،  لما أصابهم من إحباط ولخبوة جذوة حماسهم، يؤمنون بالوهم القائل بأن تحرير جنوب أفريقيا سيتحقق ببذل جهود يسيرة لإقناع القائمين على القهر وأن الرأي العام الدولي ستكون له الكلمة الفصل. ومن الأساسي الإقرار بأن الثورات الشعبية تستغرق وقتا، وتواجه انتكاسات، بل وتخسر معارك، ولكن النجاح سيكون حليفها في نهاية المطاف. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يضع طرق الكفاح التحرري أو يحدد جدوله الزمني. فالمثابرة والعزيمة أساسيان إذا كان له أن يقوم بدور مفيد.
  1. ثالثا، إذا كان بإمكان الأمم المتحدة أن تقوم بدور هام في المجال الدولي، فإن هذا الدور لا يقتصر عليها وحدها. فبإمكان الدول فرادى، وجماعات عن طريق منظمة الوحدة الأفريقية وغيرها من المنظمات الحكومية الدولية، أن تبذل مساهمات إضافية. كما يمكن للمنظمات غير الحكومية المنتمية لشتى قطاعات الرأي العام أن تقوم بدور هام. ومن الأساسي تنسيق هذه الجهود بغية تعزيز أقصى قدر من الفعالية أو توطيد مجموع الجهد الدولي. ولذلك فإن اللجنة الخاصة المعنية بالفصل العنصري، باقتراحها تنظيم حملة دولية لمناهضة الفصل العنصري، اقترحت القيام بجهد متعدد الجوانب لتعبئة هذه القوى بغية العمل على القضاء على الفصل العنصري.
  1. وقد وجهت حتى الآن جهود الأمم المتحدة بشأن مشاكل الفصل العنصري والتمييز العنصري والاستعمار في الجنوب الأفريقي إلى جبهات عدة:

من الأهداف الأولية لهذه الجهود فرض عزلة سياسية على الأنظمة العنصرية والاستعمارية، وفرض جزاءات اقتصادية عالمية عليها. ويبدو أن هذه الجهود كانت فعالة من حيث التصويت بأغلبية ساحقة على إدانة الفصل العنصري والاستعمار، وعلى فرض حظر شامل على توريد الأسلحة إلى جنوب أفريقيا، وعلى فرض حظر محدود على توريد الأسلحة إلى البرتغال، وعلى فرض جزاءات إجبارية انتقائية على روديسيا الجنوبية. غير أن هذا التقدم كان وهميا إلى حد كبير، إذ أن التوصيات الداعية إلى فرض الجزاءات لم يقبلها أو ينفذها المتاجرون الرئيسيون مع الأنظمة العنصرية والاستعمارية الذين زادوا، في الواقع، من تعاونهم وأمعنوا في إبطال أثر المقاطعة التي أقامتها الدول الأخرى بتضحية كبيرة.

(أ)

 

فضح تعاون الدول المتعاونة مع الأنظمة العنصرية والاستعمارية، وأنشطة المصالح الاقتصادية الأجنبية وغيرها من المصالح الداعمة لهذه الأنظمة.

(ستدرج أنشطة المصالح الاقتصادية الأجنبية وغيرها من المصالح في الأقاليم المستعمرة في جدول أعمال الدورة الثانية والعشرين للجمعية العامة في عام 1967).

(ب)

 

نشر المعلومات المتعلقة بالحالة في الجنوب الأفريقي بغية التصدي لدعاية الأنظمة العنصرية والاستعمارية، وتشجيع الرأي العام العالمي على دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل لهذه المشاكل. وتشجيع الحركات المناهضة للفصل العنصري وغيرها من المنظمات غير الحكومية على القيام بدور أكثر فعالية في معارضة العنصرية والاستعمار.

(ج)

 

تقديم المساعدة الإنسانية إلى ضحايا الفصل العنصري والاستعمار.

(د)

 

  1. ويندرج في هذه الفئة إنشاء صندوق الأمم المتحدة الاستئماني لجنوب أفريقيا، ودعم المنظمات التطوعية من قبيل صندوق الدفاع والمعونة الدولي للجنوب الأفريقي، وتوفير الإغاثة للاجئين من جنوب أفريقيا والأقاليم المستعمرة، ووضع برامج تعليمية وتدريبية خاصة لسكان هذه الأقاليم.
  2. ومما لا شك فيه أن الحلقة الدراسية ستناقش التقدم المحرز في تنفيذ جميع هذه التدابير المتخذة،  وستضع ميزانية وتدرس الوسائل التي بواسطتها يمكن إضفاء المزيد من الفعالية عليها.
  3. غير أنه أصبح من الواضح بصورة متزايدة أن إعادة التقييم مسألة أساسية وأنه ينبغي إعادة النظر فيما يتعلق بمناط الاهتمام في الجهد الدولي. ولئن كانت الجزاءات الدولية لا تزال هي أنسب الوسائل السلمية في إطار ميثاق الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل للمشاكل كان من المتعين الضغط من أجل مواصلة هذه الجزاءات، فإنه ليس من الواقعي في شيء تجاهل كون المتاجرين الرئيسيين مع الجنوب الأفريقي ومنهم ثلاثة أعضاء دائمين في مجلس الأمن، لا يرغبون في تنفيذ هذه التدابير (إلا بقدر محدود في حالة روديسيا الجنوبية حيث تتسم التدابير بعدم الفعالية بسبب رفض اتخاذ أي إجراء ضد الانتهاكات التي تقوم بها جنوب أفريقيا والبرتغال).
  4. وقد شل موقف هذه القوى إلى حد كبير الأمم المتحدة فيما يتعلق بالجنوب الأفريقي، رغم النداءات العديدة التي وجهتها أغلبية الدول. مما جعل العنف هو البديل الوحيد. وقررت حركات التحرير من جهتها أن تخوض الكفاح العنيف بوصفه الوسيلة الوحيدة للخلاص التي تركها لها مضطهدوها وأكرهتها عليها مؤامرة دولية معينة.
  1. وكما ذكرت مؤخرا في اللجنة الخاصة المعنية بالفصل العنصري، فإن ثمة اتجاها حديثا في التفكير فيما يتعلق بمناط التركيز في الجهد الدولي:

          "ومن المحتمل أن يكون المستقبل شاقا بسبب ما يقوم به نظام الفصل العنصري، مستغلا جمود شتى القوى المعنية، من شن هجوم مضاد على حركة التحرير الأفريقية - مستخدما قوته الاقتصادية والعسكرية ...

          "وفي العقدين الأخيرين، كان عمل الحركات المناهضة للفصل العنصري إلى حد كبير يجري على الصعيد الإنساني، فكانت تكشف للرأي العام في بلدانها لاإنسانية الفصل العنصري وتسعى إلى تعبئة الرأي العام لممارسة تأثيره على جنوب أفريقيا وعلى شتى الحكومات لعكس اتجاه العنصرية المتزايدة.

          "ولم تنجح هذه الجهود لأسباب لا تخفى على هذه اللجنة. واليوم، يضطر شعب جنوب أفريقيا والجنوب الأفريقي بأجمعه إلى الشروع في بذل الجهود لقلب النظام العنصري بالقوة وإقامة مجتمعات غير عنصرية.

          "ولم يعد يكفي أن يتعاطف العالم مع ضحايا الفصل العنصري. ولم يعد يسعنا أن نتحدث في الأمم المتحدة، على غرار المعمول به سابقا، لإقناع نظام جنوب أفريقيا بالتخلي عن الفصل العنصري أو ثنيه عن العنصرية. لقد ثبت أن هذا أمر مستحيل. فنحن بحاجة إلى تشجيع الرأي العام العالمي على مساندة التغييرات الديمقراطية في جنوب أفريقيا وإعادة بناء مجتمعها بعملية ثورية. ويجب أن يصبح دور الأمم المتحدة والرأي العام العالمي أكثر إيجابية.

          "وسيتعين تحرير جنوب أفريقيا على يد شعب جنوب أفريقيا. غير أنه ينبغي أن يعول على دعم وتضامن بقية العالم."

  1. وثمة فعلا بداية في الأمم المتحدة. فقد اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة- في القرارين 2189 (د - 20) و2202 (د - 20)، مثلا، بمشروعية كفاح الشعوب الواقعة تحت الحكم الاستعماري من أجل ممارسة حقها في تقرير المصير والاستقلال، وحثت جميع الدول على توفير المساعدة المادية والمعنوية لحركات التحرير. وينبغي أن تناقش مسألة تقديم المساعدة لحركات التحرير مناقشة شاملة في الحلقة الدراسية بغية اعتماد توصيات ملموسة.
  2. والأمل معقود على أن تصدر الحلقة الدراسية إعلانا بينا تعترف فيه بشرعية الكفاح من أجل التحرر وواجب المجتمع الدولي  في دعم هذا الكفاح وأن تصوغ اقتراحات ملموسة لتشجيع المجتمع الدولي وتمكينه من توفير أنجع مساعدة لهذا الكفاح.