إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الغذائية المصغرة / اللبن





تجفيف اللبن بطريقة الاسطوانات
تجفيف اللبن بطريقة الرذاذ




مقدمة

مقدمة

اللبن هو الغذاء الطبيعي الذي تصنعه أثداء الأمهات لتغذية صغارها، فتقوم خلايا الثدي باستخلاص المواد الغذائية من الدم وتصنيعها، فتُفرز سائلاً ناصع البياض يحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها الرضيع لبناء جسمه.

]وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِين[ (سورة  النحل: الآية الرقم 66).

وفي الأيام القليلة التي تلي الولادة، تفرز الأمهات لبناً، بمواصفات خاصة، يُعطي الرُضَّع مناعة قوية ضد الجراثيم الموجودة في البيئة، على النحو الذي قد يهدد حياة الأطفال. ويُسمى اللبن في هذه الفترة باللبأ أو السرسوب (Colostrum). وتشير أحدث الأبحاث والدراسات الطبية والاجتماعية إلى أن لبن الأم هو أكمل الأغذية للطفل حتى يبلغ عامين.

]وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ[ (سورة البقرة: الآية 233),

ولكن قد يحدث ما يعوق حصول الطفل على لبن الأم، فيحتاج الطفل إلى بدائل الألبان، إما على أنه بديل كامل للبن الأم، وإما على أنه وجبات مكملة. ولبن الأبقار هو أكثر الألبان استخداماً لصناعة هذه البدائل، إلا أنه توجد اختلافات عديدة بين اللبن البقري ولبن الأم. (اُنظر جدول الاختلاف بين اللبن البقري ولبن الأم).

يوضح الجدول السابق أن ثمة اختلافات بينة في نسب المكونات الأساسية لكل من اللبنين؛ فالبروتين في ألبان الأبقار يشكل حوالي ثلاثة أضعاف النسبة المئوية للبروتين في لبن الأم. إلا أن 80% من بروتين لبن البقرة هو من نوع الكازين (Casein)، وهو البروتين المسؤول عن تكوين الخثرة التي يُصنع منها الجبن. أما في لبن الأم، فإن الكازين (Casein) يشكل 40% فقط؛ ولذلك يُعد استخدام اللبن البقري دون تعديل للأطفال أمرًا غير مناسب، حيث تكون الخثرة المتكونة في معدة الطفل قوية لدرجة يصعب معها هضمها.

وللتغلب على هذه المشكلة، يُخفف اللبن البقري بالماء، ثم يُعامل حرارياً، حتى يفقد قدرته على التخثير. يظهر ذلك جلياً مع اللبن المجفف الذي تنعدم فيه ظاهرة التخثير تماماً لتعرضه لمعاملة حرارية فائقة

كما أن هناك اختلافاً كبيراً في أنواع الأحماض الدهنية الموجودة بين اللبَنيْن، فعلى سبيل المثال يوجد حامض اللينوليك (Linoleic acid) الدهني بنسبة 11% في لبن الأم، وهو حامض أساسي في تكوين خلايا الرضيع، إلا أن هذا الحامض موجود بنسبة قليلة جدًّا في ألبان الأبقار (2%)؛ ولذا وجبت إضافته. كما أن الكرات الدهنية الموجودة في لبن الأبقار أكبر من 10-15 ضعفًا عن تلك الموجودة في لبن الأم، الأمر الذي قد يتسبب في صعوبة تفتيتها وهضمها.

ونسبة سكر اللبن تزيد كثيراً في لبن الأم (7%) عنها في لبن الأبقار (4.5%)، بسبب أهميته الكبرى في تهيئة الظروف المناسبة لامتصاص الكالسيوم (الذي تُبنى منه العظام) في أمعاء الرضيع؛ ولذلك كان لابد من إضافة بعض السكريات إلى اللبن البقري المستخدم.

وعلى الرغم من أن نسبة الكالسيوم والفوسفور في لبن الأم أقل من مثيلتها في ألبان الأبقار، إلا أن الطفل لديه القدرة على الاستفادة من الكالسيوم والفوسفور من لبن الأم عنه من اللبن البقري، وقد تُسبب نسبة الفوسفور العالية في ألبان الأبقار مشاكل بالنسبة للأطفال حديثي الولادة، لعدم قدرة الكُلى في هذه المرحلة على التخلص من الزيادة من الفوسفور.

أما فيتامين (C)، فيوجد بنسبة كافية في لبن الأم، وبنسبة أقل في لبن الأبقار، وبالتالي يلزم إعطاء الأطفال المعتمدين على ألبان أبقار مجففة فيتامين (C) ما يعادل (50 مجم يومياً)، بالإضافة إلى فيتامين (D) ما يعادل (400 ـ 800 وحدة دولية).

ويمكن القول بأنه لابد من عمل بعض التغييرات في ألبان الأبقار المجففة، مثل إضافة بعض المكونات، والتقليل من البعض الآخر؛ وبذلك يمكن إنتاج لبن مماثل للبن الأم من الناحية التركيبية تقريباً، في عملية تسمى "مماثلة لبن الأم" (Humanization). ولكن يبقى لبن الأم هو الأفضل والأحسن والأكثر أماناً لنمو أطفال أصحاء.

فالطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية يتميز بتكوين بدني أكثر قوة ونهج أفضل في اكتساب الوزن. كما تقل نسبة الوفيات بطريقة ملحوظة في الأطفال الذين تمتعوا بالرضاعة الطبيعية، ويقل كذلك تعرضهم للإصابة بالأمراض النفسية وحالات الاكتئاب، كما يكتسب الرضيع أجساماً مناعية من لبن الأم خاصة في الأيام الأولى، وبالتالي تزيد قدرته على مقاومة الأمراض.

وتستخدم ألبان الأبقار لتغذية الرُضَّع في عدة صور منها:

1. استخدام اللبن البقري السائل، وفيه يتم غلي اللبن ثم يُخفف بالماء المغلي. وتختلف كمية الماء المضاف طبقاً لسن الرضيع، فمثلاً في أول شهرين من العمر، يُضاف مقدار من اللبن إلى مقدار من الماء، وفى عمر 2  ـ 4 شهور يضاف مقدارين من اللبن إلى مقدار من الماء، ومع نمو الرضيع تقل نسبة الماء المضاف، ففي عمر 4 ـ 6 شهور تكون نسبة اللبن إلى الماء3 : 1، ثم لا يضاف الماء بالمرة عندما يبلغ الرضيع 6 شهور. ويُحلَّى اللبن المخفف بملعقة صغيرة من السكر لكل نصف كوب.

2. استخدام اللبن المركز المبخر ((Evaporated Milk، وهو يباع معقماً. وعند تحضيره يضاف إليه كمية مماثلة من الماء السابق غليه، والسكر بالنسب السابق ذكرها.

3. استخدام لبن خالٍ من السكر (Lactose Free Milk Formula) ويستخدم في حالات الأطفال الذين يعانون من عدم تقبل سكر اللبن (Lactose Intolerant Infants).

4. استخدام مسحوق اللبن المجفف (Milk Powder)، وهو إما أن يكون خالي الدسم[1]، أو نصف دسم، أو كامل الدسم، أو اللبن المجفف المحوَّر ليماثل لبن الأم، أو اللبن المجفف المدعم بالفيتامينات والمعادن المختلفة



[1] يُستخدم للأطفال المرضى